جدة: وائل أبو منصور
يبدو أن غيث المنتديات قد هطل على جدة فجأة ودون سابق إنذار. فخلال أسبوعين، استقبلت جدة ثلاث فعاليات دفعة واحدة. الأولى كانت بداية الأسبوع الماضي عندما استضاف فندق الهيلتون الدورة الأولى من منتدى التنمية الاجتماعية الذي حمل عنوان (من الرعوية إلى الاستدامة) في الفترة من 6 وحتى 8 يونيو. في حين شهد هذا الأسبوع تقاطعا بين مؤتمر ومعرض سيتي سكيب السعودية، الأول من نوعه، الذي أقيم في الفترة من 14 وحتى 16 يونيو، ومنتدى جدة التجاري الأول، في الفترة ما بين 15 وحتى 17 يونيو. والقاسم المشترك بين جميع المنتديات المنعقدة في الأسبوعين الأخيرين هو أنها مثلت الحضور الأول لها في جدة. ولعل الجانب الأهم في كل ذلك هو تحول هذه الفعاليات من مناسبات عامة وحسب إلى صناعة في حد ذاتها. بل صناعة تدر ربحا جيدا بحسب ما يرى فراس المداح مدير عام إحدى شركات العلاقات العامة وإدارة المناسبات بجدة.
ويؤكد المداح لـ"الوطن" أن جدة تستحوذ على الرقم واحد من كعكة المنتديات والمناسبات في السعودية. وأكثر ما يميز المنتديات والمناسبات أنها تساعد صناعات أخرى في الاستفادة، على مستوى الخبرة والربح. فعندما تهطل على جدة بهذه الوتيرة، فهي تفتح أمام صناعات أخرى مثل المطابع، وخدمات الصوت والضوء، والهدايا، والفنادق، وقاعات المناسبات، وغيرها، فرصا للانتعاش الاقتصادي.
وإذا تجولت في أحد المنتديات مؤخرا ستجد أن الشباب من الجنسين هم الوتد الذي يشد أطرافها. ويقول المداح "هذه المناسبات والمنتديات هي فرصة ممتازة أمام الشباب لصقل مهاراتهم، والاستزادة من الخبرات، وهم في الغالب متطوعون".
ويرى المداح أن الشركات المحلية العاملة اليوم في هذا المجال أصبحت أكثر خبرة ومهارة من السابق، إلا أن الشركات الأجنبية ما زالت رقما مهما في هذه الصناعة ، وخصوصا في المناسبات الضخمة.
ويشتكى المداح من قلة الخبرات المحلية، وغيابها، وتحديدا في ما يتعلق بالأمور الفنية مثل الإضاءة والصوت.
كما يشتكي مراقبون من قلة الأماكن القادرة على تهيئة الأجواء المناسبة، واستيعاب الأعداد الكبيرة، وتوفير الخدمات اللوجستية الكافية. ففي مدينة جدة يمثل مركز جدة للمعارض والمؤتمرات مكانا شبه وحيد لإقامة مثل هذه الفعاليات، وبالتالي الاعتماد على قاعات الأفراح والفنادق بصورة أكثر.
ويرى المداح أن "النساء أكثر مهارة من الرجال في هذه الصناعة"، فالسيدات لديهن اهتمام بالتفاصيل، وإدارة المناسبات هي فن إدارة التفاصيل بحسب قوله.
ويضيف "كون السيدات هن الأمهر في هذا الفن عائد إلى قدرتهن على تنظيم الأفراح بصورة دائمة، وخبرتهن في ذلك، وخصوصا في أسلوب توزيع الدعوات الذي يعتمد على أكثر من شبكة تواصل". ويختم وصوت ضحكته يسبق قوله "لا يمكن منافستهن في توزيع الدعوات".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]