أكد “ساتورو إيواتا” المدير التنفيذي لشركة Nintendo التي تتوقع أن تبيع حوالى 25 مليون وحدة من ألعاب الفيديو هذا العام، بأنه ليست لديه شكوك بخصوص حدوث ثورة مذهلة في جيل الألعاب القادم. حيث قال في مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية: “عندما نفكر في شيء ما يوجد في عقولنا، فإنه سوف يظهر في لعبة الفيديو..! ولكن عليك أن ترتدي أثناء اللعب خوذة من نوع معين”. وعلى الرغم من أن ادعاء إيواتا يبدو غير منطقي وغير محتمل الحدوث قريبًا على الأقل إلا أن تقارير أكدت أن أول لعبة في العالم تتحكم في التفكير سوف تطلقها شركة إيموتيف في سيدني بأستراليا بحلول نهاية العام الحالي.
وشركة إيموتيف التي أسسها آلان سنايدر عالم الأعصاب والباحث السابق في جامعة كمبردج تقول بأن سماعة الرأس الخاصة بتلك اللعبة تحتوي على 16 جهاز حساس يلامس فروة رأس اللاعب لقياس النشاط الكهربي للمخ. ونظريًا فإن ذلك يسمح للاعب أن يلعب ويندفع ويسحب ويرفع الأشياء الموجودة أمامه على شاشة الكمبيوتر ببساطة من خلال التفكير، ودون أن يقوم بأي حركات أخرى (فقط بمجرد التفكير) .
وعلى الرغم من الشكوك المحيطة بهذا الأمر، فإن الاختبارات المبدئية قد أثبتت أن الخيال العلمي في مجال التكنولوجيا يأتي بنتيجة. حيث قال تانلي، أحد مؤسسي شركة إيموتيف، أثناء مؤتمر صحافي: إن هذه اللعبة تمثل قمة ما هو ممكن تحقيقه. حيث سيكون هناك تقاربًا للتكنولوجيا القائمة على الإشارات والمخ كواجهة تطبيق جديدة .
من جانبه تعهد إيواتا، في المؤتمر السنوي الثالث لصناعة ألعاب الفيديو في لوس انجلوس، بحدوث ثورة في صناعة ألعاب الفيديو بظهور تلك اللعبة الجديدة، حيث أن العديد من ألعاب الفيديو سوف يتم التخلي عنها بعد أن يخسر اللاعبون في مسابقات التنس الافتراضية أو حلبات المصارعة التي يلعبونها على الألعاب الحالية. ولم يعلق على ما ذكرته شركة إيموتيف بشأن سماعة الرأس التي تحتوي على أجهزة حساسة ولكنه قال إن تلك الألعاب التي تتحكم في التفكير تمامًا لن تظهر في الأسواق إلا بعد سنوات.
حيث قال: إننا لا نملك هذه التكنولوجيا الآن، ولكن خلال 20 عامًا سوف يصبح كل شيء ممكنًا. فإذا نظرتم إلى الوراء عشرين عامًا من الآن، فإن الأشياء التي كان يعتقد أنها مستحيلة الحدوث قد أصبحت حقيقة الآن، لقد كان حلمًا بعيدًا بالنسبة إلينا أن نبتكر عالمًا ثلاثي الأبعاد *****اطة رسومات الكمبيوتر، ولكنه الآن على سبيل المثال قد أصبح حقيقة.
إن القوات العسكرية الأميركية تعمل على تكنولوجيا التحكم في التفكير منذ سنوات. فالعديد من المشاريع التي أصبحت منتشرة الآن قد ركزت على أنظمة قراءة الأفكار أكثر من القذائف الموجهة بالأفكار. وفي الشهر الماضي، أعلنت وكالة المشروعات البحثية المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية بأنها قدمت عقدا بقيمة 6.7 مليون دولار أميركي إلى شركة نورث روب جرومان من أجل تطوير منظار لقياس موجات المخ. ويستخدم هذا المنظار أجهزة حساسة توضع على فروة الرأس للكشف عن الأشياء التي ربما يراها المستخدم ولكنها غير ملحوظة، وبمعنى آخر يستخدم الكمبيوتر كوسيلة مساعدة للمخ من أجل تزويد المستخدم برؤية تفوق الرؤية البشرية.
ولشرح تلك التكنولوجيا، يقول الدكتور روبرت شين، الأستاذ المساعد لعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ميريلاند: هناك مستوى يمكن للمخ عنده تحديد الأشياء قبل أن تصل إلى مستوى الشعور. حيث يقول المخ ربما يوجد هناك شيء، ولكنه قد لا يدرك أنه شيء سيعلو إلى مستوى الإدراك والوعي. وهناك متعاقد آخر هو شركة هوني ول، مع وزارة الدفاع الأميركية، والتي تعمل على تكنولوجيا مشابهة تعرف باسم ” الإدراك المتزايد” من اجل مساعدة محللي جهاز المخابرات على القيام بأعمالهم خير قيام. واعتمادًا على مبدأ منظار موجات المخ نفسه، فقد ظهر أن تلك التقنية ساعدت المحللين على العمل بشكل سريع ضعف قدرتهم العادية سبع مرات.
كما أن تلك التقنية تظهر متى يصاب أولئك المحللون بالتعب. وفي اختبارات أخرى، تم تزويد الجنود بسماعات تثبت على الرأس من الممكن أن تكتشف امتلاء المخ بالمعلومات الكثيرة، مما يساعد القادة على تحديد إذا كان الجنود سيمكنهم التعامل مع معلومات جديدة أخرى في ظل الضغط الشديد في ميدان المعركة أم لا. وحتى وقت قريب فقد كانت مثل تلك التكنولوجيا بعيدة عن مجال شركات ألعاب الفيديو. ولكن هناك أنظمة تحكم في الأفكار مبسطة تظهر الآن لدى شركات مثل إموتيف و مور والتي تساعد على انخفاض أسعار التكنولوجيا والذي يعني أنها ستكون أرخص في المستقبل.
ولن تكون الألعاب هي المستفيدة الوحيدة من تلك التكنولوجيا. فقوات الشرطة وجميع الوكالات المعنية بتطبيق القانون أظهرت اهتمامًا باستخدام تكنولوجيا قراءة الأفكار من أجل استخدامها بدلا من أجهزة كشف الكذب. وبالمثل، يعتقد الباحثون الطبيون بأن تلك التكنولوجيا من الممكن أن تساعد في استخدامها مع المرضى من أجل التحكم في الجيل القادم من جراحة المفاصل أو تقديم طرق جديدة لمصابي الجلطة كي يتواصلون بها مع الآخرين.
وتمثل جميع تلك المحاولات حقبة جديدة من ألعاب الفيديو، وفق ما قاله إيواتا. ففي الوقت الذي تعد فيه تلك التكنولوجيا عدوا للمجتمع لأنها تشجع على العنف، فإن الألعاب سوف تستمر في التطور منافسة بشدة ستديوهات هوليوود لإنتاج الأفلام والأشكال التقليدية الأخرى من الترفيه.كما أضاف إيواتا: عندما نطلق لعبة تلك اللعبة فإننا سوف نوسع من تعريف ألعاب الفيديو، والدمى المتحركة وتدريب المخ والطهي وحتى قياس وزن الجسم، حيث كل هذا قد أدخلناه في ألعاب الفيديو.
كما يقول إيواتا بأن ألعاب الفيديو تعتبر جزءًا مهمًا في عملية نمو الطفل. حيث أن هناك ألعاب فيديو تعمل الآن ببرامج تهدف إلى تنمية وتدريب العقل في سكوتلاندا من أجل تنمية تركيز الطفل. وأعتقد أن ألعاب الفيديو يجب أن تعمل على تنمية حب الاستطلاع والتركيز لدى الأطفال، فالمدارس في اليابان تستخدم برامج تدريب باللغة الإنكليزية لهذا الغرض وتأتي بنتيجة جيدة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]