الخميس, 28 مايو 2009
مها سالم
العظام هي أنسجة حية تتغيّر باستمرار طيلة فترة الحياة. ويزداد حجم وكتلة العظام أثناء الطفولة وفي سن المراهقة. وتستمر الكتلة العظمية في الزيادة حتى بلوغ سن الثلاثين تقريبا.
وفي هذا العمر تصل الكتلة العظمية إلى ذروتها ويبلغ نمو العظام لدى الإنسان حده الأقصى. وكما هو الحال بالنسبة لنمو العظام فإن فقدان العظام يحدث أيضا بصورة تدريجية.
وكلما كانت عظامك قوية في سن الثلاثين كلما تأخر نقص العظام لديك عندما تتقدم في السن. وهشاشة العظام عبارة عن اضطراب يتسم بتخلخل العظام وترققها. وهي مشكلة صحية عامة خطيرة يعاني منها أكثر من 10 ملايين شخص في الدول الغربية، 80% منهم من النساء. كما يعاني 34 مليونا من قلة العظم، أي نقص الكتلة العظمية. ولكن هشاشة العظام تدعو إلى القلق نظرا لما يصاحبها من كسور في الورك والفقرات والمعصم والحوض والأضلاع والعظام الأخرى. ويصاب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم بمليون ونصف المليون كسر كل عام نتيجة لمعاناتهم من هشاشة العظام. قد يصاب الإنسان بمرض هشاشة العظام وقلة العظم نتيجة لعوامل غذائية مثل:
* نقص الكمية المتناولة من الكالسيوم بشكل دائم.
* انخفاض الكمية المتناولة من فيتامين د.
* سوء امتصاص الكالسيوم. * زيادة إفراز الكالسيوم.
عندما تقل الكمية التي يتناولها الإنسان من الكالسيوم أو يكون هناك ضعف في عملية امتصاص الكالسيوم، يتم تحلل العظام عن طريق الخلايا المتلفة للعظم نظرا لأن الجسم يحتاج إلى استخدام الكالسيوم المخزون في العظام لضمان استمرار الوظائف الحيوية الطبيعية مثل وظائف الأعصاب والعضلات.
كما يحدث نقص العظام نتيجة لعامل التقدم في السن. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك نقص الكتلة العظمية لدى النساء بعد بلوغهن سن اليأس نتيجة لنقص إفراز هرمون الإستروجين. وقد تعرف الباحثون على العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. وتشمل هذه العوامل ما يلي: كون الشخص امرأة، النحافة، قلة النشاط، تقدم السن، التدخين، وجود تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام.
أثبتت الدلائل العلمية أن عدم الحصول على كمية كافية من الكالسيوم يؤدي إلى انخفاض الكتلة العظمية ويمكن اعتباره عامل خطر للإصابة بمرض هشاشة العظام. وتستطيع اختبارات كثافة العظام المتعددة تحديد الكتلة العظمية في الورك والمعصم والإصبع والكعب والعمود الفقري وعظام الجسم الأخرى. ومع أن مرض هشاشة العظام يصيب الناس على اختلاف أعراقهم وأجناسهم إلا أن النساء هن الأكثر عرضة للخطر بسبب صغر هيكلهن العظمي ونظرا لظاهرة سرعة فقدان العظم المصاحبة لسن اليأس لدى النساء. ومن أهم عوامل المحافظة على صحة وسلامة العظام طيلة مراحل الحياة تناول كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د وممارسة التمارين الرياضية.
لذا من المهم جدا أن يحصل الإنسان على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د في مختلف مراحل حياته.
تشير الدراسات التي أجريت على مدى الثمانين عاما الماضية إلى أن زيادة كمية البروتين في الطعام يؤدي إلى زيادة كمية الكالسيوم التي يفقدها الإنسان عن طريق البول. وقد راجعت النتائج المستقاة من 26 تجربة سريرية أجريت على أشخاص بالغين حيث تم ضبط النظام الغذائي وكمية البروتين في الطعام وقياس مقدار الكالسيوم الخارج عن طريق البول. وقد أظهرت معظم الدراسات وجود علاقة إيجابية بين كمية البروتين التي يتناولها الإنسان وكمية الكالسيوم المفقودة عن طريق البول.
الدكتور/ صداح عشقي
رئيس الخدمات السريرية المساعد - رئيس قسم التغذية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]