الخميس, 6 أغسطس 2009
صالح العمودي - جدة
* في أوراق جدة القديمة أسماء عديدة كانت لها ايام في تاريخ هذه العروس. وساهمت في نهضتها المبكرة خلال منتصف القرن الرابع عشر الهجري.. وتظل حارة المظلوم من اكثر الاحياء التي انجبت العديد من الرجال كان لهم بصمة واضحة في حركتها التجارية.. ومن أولئك يبرز اسم الشيخ احمد محمد عشماوي – يرحمه الله - كشخصية جداوية لعبت دوراً في الحركة التجارية آنذاك.
* كغيره من أبناء جدة القديمة تلقى احمد عشماوي تعليمه الأول في المدرسة الرشدية بجدة في حارة الشام وفي ريعان الشبان التحق بالعمل في شركة ( جيلاتلي هنكي ) فأثبت جدارته ووجدت فيه الشركة قدرة كبيرة على قيادة العمل بكفاءة عالية فأبتعثته إلى بريطانيا لدراسة اللغة الانجليزية وبعض العلوم الاخرى الخاصة بالتجارة وادارة الاعمال.
* تزامن سفر الشاب أحمد محمد عشماوي الى بريطانيا مع بداية العهد السعودي الزاهر فقضى في بريطانيا فترة من الزمن انهى فيها دراسة اللغة الانجليزية والتحق بعدها بأحد المعاهد المتخصصة في مجال ادارة الاعمال ثم عاد الى جدة وباشر عمله مرة اخرى في شركة جيلاتلي هنكي حيث تسلم مركزاً قيادياً مرموقاً في هذه الشركة.. فكان ذلك بداية انطلاقته العملية وظهوره الاجتماعي.
* ويتحدث الاستاذ محمد درويش رقام « المؤرخ المعروف « عن الشيخ أحمد محمد عشماوي فيقول:
* كان رجلاً رشيقاً في جسمه أنيقاً في ملبسه.. وذو وسامة وشخصية جذابة وكثير الاهتمام بمظهره وله علاقات إجتماعية وعملية متعددة وخاصة مع كبار الشخصيات في جدة.. وساهم مركزه المرموق في توطيد هذه العلاقات وتوسيع نطاقها.
* بعد سنوات طويلة قضاها الشيخ أحمد عشماوي في عمله بشركة جيلاتلي هنكي وجد ميلاً لديه نحو العمل التجاري الحر فأستقال من هذه الشركة وتفرغ لعمله الخاص حيث أسس ( شركة الاسواق العربية ) وكان مقرها في قلب المنطقة التجارية بوسط جدة وبالتحديد في حوش اليغمور شمال مسجد عكاش بحارة المظلوم.. وكان الشيخ العشماوي يدير العمل في شركته الخاصة بنفسه.. وقد تخصصت الشركة في استيراد السيارات الفخمة ومنها سيارة ( الرولزرويس ) وقد كنت اشاهد الشيخ احمد عشماوي يركب سيارته الخاصة من هذا النوع عندما يزور بعض اقربائه وخالته في حارة البحر في بيت غنيم ( البعلي )، وكان يقود السيارة سائق حضرمي اسمه ( الباشا سعيد ).
* كانت السيارة الرولزرويس في ذلك الزمن من مظاهر الثراء القليلة في مدينة جدة.. ويعد من يمتلكها ضمن طبقة الاغنياء وصاحب حظ عظيم.. وكانت تشق أزقة حارة البحر وبداخلها الشيخ العشماوي وسائقه والانظار تتابع السيارة الفخمة ومن بداخلها.. فكان عندما يقف قريباً من بيت خالته ويترجل منها يتجمع عدد كبير من أبناء الحارة وخاصة من الشباب حول السيارة لمشاهدتها عن قرب واطلاق التعليقات حول فخامتها ومزاياها وسعرها الباهض.
* حقق الشيخ احمد عشماوي نجاحاً كبيراً في نشاطه التجاري مما دفعه الى توسيع نشاطه في أعمال اخرى وتحت ضغط الانشغال اختار لإدارة شركة الاسواق العربية شاباً نشطاً من أصول حضرمية واسمه حسن بامانع حيث تولى إدارة الشركة نيابة عن الشيخ أحمد عشماوي الذي واصل نشاطاته وسفرياته التجارية حيث كان شريكاً في بعض الشركات منها شركة متخصصة في تجارة المواد البترولية.
* وفي فترة لاحقة اشترى الشيخ احمد عشماوي مجموعة من العقارات الكائنة في شارع الملك عبدالعزيز باتجاه المنتزه من الناحية الشرقية، وكان له مكتب خاص هناك ثم اشترى العقارات القريبة من مكتبه والعائدة ملكيتها لكرامة با ناجه حيث قام الشيخ احمد عشماوي بهدمها تمهيداً لإنشاء عمارة تجارية لكن توفي وهو لايزال في العقد الخامس من عمره.
* وتجدر الاشارة إلى ان بيت العشماوي يطلق عليهم أحياناً بيت أبو الحمايل حيث جرت العادة على مثل هذه المسميات بين اهل جدة القديمة.. وقد يكون ذلك بسبب صلة قربى قوية بين هذه البيوت.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الخميس أغسطس 06, 2009 3:33 pm
