ما إن تصل وسط البلد (المدينة القديمة) في جدة وفي خضم الزحام الذي يشتهر به شارع قابل حتى يقابلك شباب يحملون تطلعات المستقبل ورغبة في العمل يرحبون بك ويدعونك لتناول إحدى أشهر الأكلات الشعبية في شهر رمضان المبارك، فهم يقدمون الكبدة الجملي، والضاني، والتقاطيع، والشوربة، والقلوب، وعادة ما تلاقي هذه البسطات الشعبية إقبالاً كبيراً من الناس كونها تتكرر مرة واحدة في السنة فقط، بالإضافة إلى أنها تجعل الناس يعيشون الأجواء الرمضانية المميزة، وتبلغ مبيعاتها اليومية أكثر من مليوني ريال.
أبو أحمد صاحب أحد أشهر هذه البسطات لبيع الكبدة في البلد يقول إن هذه العادة تتكرر كل عام في شهر رمضان الفضيل، وهي سمة يتميز بها هذا الشهر عن غيره، فأنا وأخي لنا أكثر من عشر سنوات نمارس هذه المهنة وقد أصبح لنا محل لبيع الكبدة بشكل دائم.
وعند سؤالنا له عن الطلب وإقبال الناس هذه السنة قال أبو أحمد الحمد لله الإقبال جيد ومثل ما ترون الزحام الشديد على طلب الكبدة، فنحن عادة ما نتحرك مع تحرك السوق من حولنا، دائماً ما يكون رمضان موسما بالنسبة لنا وغيرنا.
وعن تأثر بيع الكبدة الجملي بالأزمة الأخيرة لنفوق الإبل وما إذا قلت مبيعاتها والإقبال عليها من الناس، يعلق أبو أحمد بقوله "على العكس تماماً لم تتأثر الكبدة الجملي بهذه الأزمة بل إن أولى الوجبات التي تنفد لدينا هي الكبدة الجملي من كثرة الطلب عليها، ولا أعتقد أن الناس تتأثر بمثل هذه الأشياء خصوصاً أن الأزمة لم تكن في جدة."
أما بالنسبة للأسعار يقول أبو أحمد إن أسعار الكبدة لم تتغير إطلاقاً، فثمن الصحن بـعشرة ريالات، فيما يباع الساندويتش بخمسة ريالات، وهي أسعار مناسبة للجميع.
وأضاف أبو أحمد أن الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك وخصوصاً بعد إجازة المدارس يشهد فيها الطلب ارتفاعاً كبيراً على الكبدة بنسبة تتعدى الـ 70 في المائة، وهو ما يجعل سوق الكبدة على أشده ويفرض علينا حالة استنفار قصوى لتلبية طلبات *****ائننا.
يذكر أن بسطات الكبدة تعد إحدى أشهر المأكولات الشعبية في رمضان، وهي عادة يحرص عليها السعوديون حيث يتوارثها الأبناء عن الآباء ويحافظون على استمراريتها.
وتتميز الكبدة بقيمة غذائية عالية، فهي تحتوي على نسبة قليلة من الدهون، ما يعني أن تناول الكبدة لا يعطي للجسم طاقة عالية.
ويقول علماء التغذية إن الكبدة تحتوي على كمية صغيرة من الدهون المشبعة، وهو ما يتفق صحياً مع قواعد التغذية التي تدعو إلى التقليل من تناول هذه الدهون، بالإضافة إلى وجود بعض الفيتامينات والمعادن في الكبدة.
ولذلك فتناول قطعة مطبوخة متوسطة الحجم من الكبدة يعطي الجسم نحو 10 في المائة فقط مما يحتاج إليه في اليوم من سعرات حرارية.
وتعتبر الكبدة من أغنى الأغذية بفيتامين ( ب 12 ) حيث إن مجرد تناول قطعة صغيرة مطبوخة منها يوفر للجسم جميع احتياجاته اليومية من هذا الفيتامين المهم لتكوين كرات الدم الحمراء، واللازم لوظائف الجهاز العصبي أو لعمليات استفادة الجسم من وجباته.
وتحتوي الكبدة على كمية كبيرة من الحديد اللازم لتكوين هيوجلوبين الدم، وميوجلوبين العضلات والضروري للمحافظة على حجم وعدد كرات الدم الحمراء، ويمكن للجسم أن يحصل على نحو 45 في المائة من احتياجاته اليومية من الحديد عند تناول قطعة متوسطة من الكبدة المطبوخة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]